الوهم ... السلام لايكون بشرعنة مسببات الحرب

الحلم حق مشروع لكل حالم لكنه لايبالغ في حلمه حتى يصير نوعا من الوهم فالسلام بعد الحروب لا يتاسس بمسبباتها وشرعنة المسببات ، فهو نوع من الهروب الى الامام وتخمير حالة الحرب بمسبباتها ومضاعفاتها لتنفجر مرة اخرى اشد ضراوة. ان برز مسببين هما : الانقلاب وغزو الجنوب ، اما الشمال "فتحوثن" عمليا وارادت نخبه التي ازاحها الانقلاب ان يقاتل التحالف والجنوب لاعادتها على طريقة "اذهب انت وربك فقاتلا" وصار الانقلاب امرا واقعا مسنود بمشروعية قبول في الشمال لذا فالمشروعية تخلق الشرعية لسنا امام مسارات سياسية دولية واقليمية ومحلية تؤكد اننا امام تاسيس للسلام وان ظن ظانا ذلك او روجه مروج فالرهان على رحلات مكوكية دولية تعطي نفس التقارير من اليوم الاول للحرب او هدنة هشة فرضتها حالة انهاك اكثر مما هي حالة طبيعية او مفاوضات في غرف خلفية علها توفر مخرجا لائقا لاطرافها لا يمكن اعتبارها مرتكزات حلول فالحوثي استطاع عسكريا ان يصمد في الشمال والتفت حوله حاضنته ترافق صموده وخور عسكري من القوى الشمالية المناهضة له وارتخاء سياسي وعسكري في التحالف ما جعل الرحلات والهدنة ليست الا ظاهرة صوتية لن تحقق سلاما تتاكد حقيقة ذلك بتفاوض تحت الطاولة لا يعلم فحواه اي طرف يمني ولا جنوبي بل وحتى اممي واذا سارت الامور بهذا الغموض فانه لن يؤدي الى سلام بل استسلام بشروط الحوثي / ايران. ترافق وحملة مسعورة ضد قوى الجنوب ومقاومته التي قاومت الحوثي وكسرت عنفوانه بدعم التحالف العربي ، وهو دعم لن ينكره احد لكن لايمكن قبوله سيفا على رقبة الجنوب الذي أُدخِل في حرب مرتبات تحرم القوات الجنوبية مستحقاتها وهي تحارب الارهاب في جبهات ويحاربها الحوثي على جبهات اخرى ، حرب امتداد لحرب خدمات ضد الشعب في الجنوب وهي المناطق المحررة التي يمكن للتحالف ان يفاخر بها في حربه طيلة تسع سنوات حرب في قوت الناس وطبابتها وتعليمها وانهيار مهين للعملة فيها وماترتب عليه من آثار على حياتهم فلا دول التحالف وضعت معالجات حتى على طريقة الحوثي في مناطقه لضبط العملة ولا جعلت مركزها المالي يضمن عدم الانهيار المهين لها مع ان ايرادات النفط تودع في بنوكها !!. كل ذلك يفرض تساؤلات لماذا هذا ؟ ولمصلحة من ؟ لن يتحقق الاستقرار اذا لم يؤخذ المتحول الجنوبي بانه متحول اساسي مثلما يؤخذ المتحول الحوثي انه متحول اساسي والحل لن يكون بان يجعلوا الجنوب وطنا فاشلا - بحرب الخدمات والرواتب- ليكون وطنا بديلا لمن طردهم الحوثي من الشمال وهو نهج تشارك فيه اطراف من التحالف -او هكذا يبدو - فالحل ان يكون امر واقع جنوبي في الجنوب كالامر الواقع الحوثي في الشمال الذي فرض على التحالف المفاوضات الخلفية معه والاقتناع بان بقاء الشمال والجنوب شر على الشعبين والبلدين دون هذا الحل لن يكون حلا مستقرا اما تحرير الشمال فان المؤشرات تؤكد انه لم يعد حتى حلم يقظة يداعب خيال التحالف ولو افترضنا الجدية فلن يكون الا بتوحيد بندقية الجنوب مع البندقية الشمالية مع بندقية التحالف وليس بفرض "ديْوَله" شمالية في الجنوب. 6 فبراير 2023م

مقالات الكاتب