معًا على طريق الاستقلال الثاني

يعيش شعبنا الجنوبي اليوم مخاض ثورة تحررية لاستعادة وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة بحدود ما قبل العام 90 وعلى كامل التراب الجنوبي من المهرة ادإلى باب المندب وهو الحق الحتمي الذي سالت من أجله الدماء الزكية على امتداد نضالات شعبنا منذ احتلال الجنوب في حرب 94 الظالمة بقوة السلاح وبحكم عسكري احتلالي انتهج سياسة التدمير للأرض والإنسان ولم يقم أي معنى للشراكة وتنكر لكل العهود والمواثيق وتعاطى مع الجنوب بعقلية الحقد والمؤامرة وعمل العصابات مستخدما كل الطرق المشروعة وغير المشروعة لنهب ثرواته وإقصاء أبنائه وطمس تأريخه متدثرا تارة بالشعارات الكاذبة وتارة بالدين السياسي . لقد افترش شعبنا الساحات والميادين انتصارا لقضيته العادلة في ثورته السلمية التحررية التي أشعلها الحراك السلمي الجنوبي وواجه أعزلا من أي سلاح بإرادته الصلبة جبروت وغطرسة نظام يوليو الأسود ، ولم تكسره المعتقلات والقمع والقتل والإرهاب والاغتيالات ، وقدم صورة من الكفاحات النبيلة التي لن يغفلها التاريخ ضد الظلم والقهر ، وبذل عطاءات خالدة سطرت أروع معاني الإصرار والصمود أبقت القضية حية لم تمت في أحلك الظروف وأقساها مرارة ، وها هي اليوم قد بلغت هذا الحضور وأضحت على طاولات الكبار دوليا وإقليميا كقضية سياسية لا بد أن تحل وفق خيارات شعبنا ، وما تؤكد عليه وثائق ونضالات ومواقف المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي للقضية الجنوبية . لقد أثبتت الأحداث أن الجنوب رقم صعب في المعركة التي تخاض مع أدوات إيران الحوثية واستطاعت المقاومة الجنوبية وبإسناد دول التحالف العربي من الانتصار والتحرير منذ الأيام الأولى لبدء الحرب ، وهو ما يعني أن الجنوب قادر على حماية مصالح الإقليم والعالم وتعزيز منظومة السلام والتعايش وأمن واستقرار المنطقة والممرات الدولية ، كما أثبتت معركة سهام الشرق وما قبلها أن الجنوب شريكا فاعلا في محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية ، ومن هذه المنطلقات الهامة تاتي أهمية وجود دولة جنوبية تملك القدرة على التعاطي الإيجابي مع مصالح العالم والجوار . إن الشعوب هي من تحدد مصيرها وأقدارها ومستقبلها السياسي والوجودي وهي مسلمة تقرها كافة الشرائع والقوانين بأن الشعوب هي صاحبة السيادة والقرار ومالكة السلطة والثروة ، وذلك ما يعيه شعبنا المكافح ويناضل من أجله طوال نصف قرن ونيف من الزمان قدم خلالها قرابينا من الشهداء رسمت دماؤهم حدود وطننا الغالي وخارطته ومستقبله السياسي ، مستمدا روح الحرية والمقاومة والنضال من ماضيه المجيد ومن التضحيات الجسام التي صنعت فجر أكتوبر ونوفمبر وطرد المحتل من أرضنا الطاهرة ، وبذات الأهداف وقيم الحرية والكرامة ورفضا للاستبداد والمشاريع الملتبسة يمضي شعبنا الأبي قدما بخوض معاركه العسكرية والسياسية وعلى طريق الاستقلال الثاني لبناء دولته الجنوبية الفدرالية وبتكاتف وكفاحات الجميع وعلى قاعدة الجنوب لكل وبكل أبنائه .