من وحي لقاء أديس أبابا.. لماذا فشل الإجماع العدني وكياناته؟
على مدى ثلاثة أيام مضت نظم المعهد الأوروبي للسلام في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا ورشة استضاف فيها أكثر من ثلاثين شخصية سياسية وإعلامية ومجتمعية لمناقشة قضية استعادة عدن لدورها الريادي ومجدها التليد الذي عرفت به على مر السنين حتى أطلق عليها في كتب المؤرخين ذرة الجزيرة العربية. وصدر بيان عن المشاركين، أمس الأول الثلاثاء، ويعتب هنا على المعهد الأوروبي في عدم دعوة وجهاء عدن إلى لقاء كهذا خاصة الذين كان لهم شرف الريادة في المدينة وأسماؤها محدودة، إضافة إلى تبنيها في وقت سابق تأسيس كيانات عدنية ضمت نخباً كبيرة من فئات وشرائح مجتمعية مختلفة سنأتي عليها لاحقا. نعود إلى الورشة التي خرجت ببيان تضمن عددا من التوصيات الهامة وتستحق الوقوف أمامها، أبرزها "تأكيد المشاركين بإيجاد كيان سياسي جامع لأبناء عدن، وإعادة الاعتبار لمدينة عدن، وتمكين أبنائها سياسياً وتحقيق الاستقرار والتنمية والحفاظ على هوية المدينة.."، ولأنني كنت واحدا من المؤسسين لواحد من هذا النوع من الكيانات، وحضرتُ من اجتماعات التأسيس وما بعدها الإشهار وقريب إلى العديد من الشخصيات التي تقف خلف قيام المجلس الأعلى لأبناء وأهالي عدن، وأتذكر كم قعد المؤسسون من الأيام والليالي للإرساء على التسمية بسبب ضيق الأفق لدى البعض في الإبقاء على "أبناء عدن" واستبعاد "أهالي" إلى أن ضغط أصحاب الفكرة من يؤمنون بقاعدة كل مولود بعدن عدنياً وليس بالضرورة أصوله عدنية. هذا الحديث أخص به بدرجة رئيسية المعهد الأوروبي للسلام، وليس المشاركين، لأن من الكيانات الكثيرة التي تشكلت باسم "عدن" منها المجلس المذكور أعلاه برئاسة منصب عدن المعروف السيد مصطفى زين العيدروس صاحب المقام الكبير في عدن، ثم المجلس الأهلي لأبناء عدن ورئيسه م. خالد عبدالواحد نعمان، وهو من أبرز الكادرات الإدارية والاقتصادية العدنية، إلا أن المجلس أخد منحى سياسياً وسقط في يد التجمع اليمني للإصلاح وغادره الكثيرون حتى تهاوى كليا.. وتشكلت كيانات أخرى عديدة أذكر منها تجمع أبناء عدن والمجلس التشريعي العدني ومبادرة العهد العدني ومؤسسها المحامي جسار فاروق مكاوي، كما كان لكبير محاميي عدن الشيخ طارق محمد عبدالله دور كبير في تجميع أبناء عدن في كيان واحد وطاف بفكرته كل منتديات عدن والجلوس مع ابنائها ساعات لأهمية قيام هذا الكيان وتسليم رايته للشباب، قال عنه في تصريح صحفي لعدن تايم إن عدن قادمة على استحقاقات مهمة، وما لم يجد المجتمع الدولي واجهة للمدينة فلن يكتب لها أي مستقبل في القريب.. ويبدو أن تنبؤ الرجل أخذ طريقه في أديس أبابا. لكن من الأهم معرفة أبرز الأسباب لفشل الإجماع العدني والكيانات العدنية