اخبار وتقارير
قائد المقاومة التهامية في حوار صريح: لا وجود لاتفاق ستوكهولم والحديدة بانتظار قرار التحرير
أكد قائد المقاومة التهامية، نائب قائد الحراك التهامي، العميد أحمد غانم، أن اتفاق ستوكهولم قد «سقط عملياً» على الأرض، ولم يعد له وجود حقيقي إلا في أوراق الأمم المتحدة، معلناً الجاهزية الميدانية الكاملة لاستكمال تحرير مدينة الحديدة فور صدور القرار السياسي. وشدد العميد غانم، في حوار صحفي، على أن استكمال معركة الحديدة لم يعد خياراً مؤجلاً، بل التزام وطني لا يقبل الأعذار، في ظل تصاعد تهديدات المليشيا الحوثية للأمن الوطني والإقليمي والملاحة الدولية. وفي الشأن الداخلي، أوضح أن هناك عملاً دؤوباً لتوحيد الصف التهامي سياسياً وعسكرياً لانتزاع حقوق المنطقة، مؤكداً أن تهامة لم تُنصف داخل مؤسسات الشرعية رغم تضحياتها الجسيمة، وأن الوعود التي قُطعت للقائد المؤسس الشهيد عبدالرحمن حجري لم تُنفذ حتى اليوم. ووصف قائد المقاومة التهامية الشراكة مع التحالف العربي والقوات المشتركة بأنها «شراكة خُضّبت بالدم» في خنادق المواجهة، وليست شراكة بيانات أو مواقف إعلامية. نص الحوار حفظكم الله ورعاكم، نحن نتابع باهتمام وفخر الدور المحوري الذي تقوم به المقاومة التهامية كدرع حصين للساحل التهامي، وكصوت يعبر عن تطلعات أبناء هذه الأرض الذين عانوا الأمرين بين مطرقة الانقلاب وسندان التهميش. في ظل المتغيرات المتسارعة على الساحة اليمنية والإقليمية، وتنامي الغضب الشعبي ضد ممارسات المليشيا الحوثية، تتجه أنظار الشارع التهامي إليكم كقيادة عسكرية رمزية. وانطلاقاً من مسؤوليتنا الإعلامية، نود طرح الأسئلة التالية لتوضيح معالم «المرحلة القادمة». ترتيب البيت التهامي – سيادة العميد، يكثر الحديث عن ضرورة ترتيب البيت التهامي من الداخل، ما هي خطواتكم العملية لتوحيد الفصائل والمكونات التهامية؟ العميد أحمد غانم: نحن نؤمن أن قوة تهامة تبدأ من وحدتها، ولذلك نعمل بثبات على توحيد الصف التهامي ضمن قرار وطني واحد يعزز قوة الجبهة الوطنية في مواجهة الحوثي. تهامة كانت منذ اللحظة الأولى في خط النار، ولن تقبل بالمشروع الحوثي الإرهابي تحت أي ظرف. إن وحدة التهاميين، إلى جانب الشراكة الوطنية، تشكّل قوة إضافية تصب في صالح معركة التحرير، وتعزز التعاون مع مختلف القوى والتحالف وكل شركائنا في استعادة الدولة ونؤكد أن القيادة التهامية ليست حضوراً رمزياً أو صوتاً إعلامياً، بل قيادة ميدانية تمتلك رجالها وألويتها ومقاتليها المنتشرين في مواقع المواجهة، ونحن لا نطرح شعارات بل نعمل على الأرض ونتقدم بخطوات واثقة نحو موقف تهامي موحد قائم على الانضباط والقرار الجماعي. التمثيل العادل لتهامة – هناك مطالب بتمثيل عادل لتهامة في مؤسسات الشرعية، هل هناك تنسيق بينكم والقيادة السياسية؟ نعم، هناك تنسيق بين القيادات السياسية والعسكرية التهامية. نحن متفقون أن تهامة لم تُنصف رغم تضحيات أبنائها. منذ اللحظة الأولى للانقلاب خضنا المعركة في الميدان، وقدم أبناء تهامة ما يثبت وزنهم الوطني. ومع ذلك، بقيت الوعود التي قُطعت للقائد الفقيد الشيخ عبدالرحمن حجري دون تنفيذ، ولم يتحقق الإنصاف الذي يليق بتضحيات التهاميين. اليوم نتحرك بصوت واحد، سياسياً وعسكرياً، لضمان تمثيل عادل يحفظ حقوق شعبنا ويصون تضحياته، وبأسلوب مسؤول يعزز وحدة الصف الوطني في مواجهة الحوثي. اتفاق ستوكهولم ومعركة الحديدة – هل سقط اتفاق ستوكهولم عسكرياً؟ وهل هناك خطة فعلية لتحرير الحديدة؟ اتفاق ستوكهولم كان السبب المباشر في وقف معركة التحرير في لحظتها الحاسمة، وقد دفع أبناء تهامة ثمن هذا التجميد أكثر من غيرهم. ومع استمرار خروقات الحوثي وتهديده للملاحة الدولية، يمكن القول إن الاتفاق سقط عملياً على الأرض ولم يعد له وجود حقيقي إلا في أوراق الأمم المتحدة. نحن في المقاومة التهامية جاهزون ميدانياً، ونمتلك الخبرة والقدرة على استكمال التحرير متى ما توفرت الإرادة السياسية واتُّخذ القرار. نحن لا نتحدث عن الخطط في الإعلام، لكننا نعمل على الأرض كجزء أصيل من القوات المشتركة، وننسق مع شركائنا في التحالف العربي ضمن منظومة واحدة. فمعركة الحديدة ليست قراراً منفرداً، بل جزء من معركة وطنية وإقليمية ذات حسابات معقدة. العلاقة مع القوات المشتركة – كيف تقيمون التنسيق مع المقاومة الوطنية؟ معركة الساحل التهامي لم تكن يوماً معركة فصيل بعينه، بل معركة وطنية جامعة. علاقتنا بالمقاومة الوطنية قائمة على الشراكة الميدانية والوطنية ضمن القوات المشتركة، وتكامل الأدوار وتوحيد الجهود لاستعادة الدولة، دون أن ينتقص ذلك من قدرات المقاومة التهامية أو دورها في الدفاع عن أرضها. مستقبل تهامة سياسياً وإدارياً – ما الصيغة السياسية والإدارية التي تضمن حكماً عادلاً لتهامة؟ نتمسك بمخرجات الحوار الوطني التي أقرت حق أبناء تهامة في إقليمهم، ونرى أن قيام إقليم تهامة ضمن الدولة الاتحادية يمثل الضمان الحقيقي لإنصاف أبناء المنطقة ومعالجة آثار التهميش. كما نؤمن بأن اللامركزية خيار عملي وعادل يضمن مشاركة حقيقية لأبناء تهامة في إدارة مناطقهم، بعيداً عن المركزية المفرطة التي أثبتت فشلها. رسائل أخيرة – ما رسالتكم للتحالف العربي وأبناء تهامة؟ نوجّه شكرنا الصادق لأشقائنا في التحالف العربي على دعمهم المستمر، وشراكتنا معهم شراكة خُضّبت بالدم والتضحيات. نقول بوضوح: استكمال معركة الحديدة ليس خياراً مؤجلاً، بل التزام وطني وعسكري وأخلاقي. ونحن جاهزون لاستعادة كل شبر متى صدر القرار السياسي. ولأبناء تهامة الصامدين، والمشايخ والوجهاء، نقول: أنتم ركيزة المعركة وسند المقاومة. صمودكم هو وقود لحظة التحرير، والساعة التي تنتظرونها لن تتأخر ما دمتم ثابتين على عهد تهامة وحقها في الحرية والكرامة. ..