اخبار وتقارير
يافع تعفو عن العقارب على خلفية الإساءة والتشويه وتُبقي للدم الشهيد عبد العليم طريق العدالة والقانون
في مشهد مهيب يليق بعظمة القبائل الجنوبية، شهدت منطقة بئر أحمد في العاصمة عدن، يوم الثلاثاء، حدثًا قبليًا بارزًا تمثل في تحكيم ومسند قبلي من قبيلة العقارب إلى مطارح آل المشوشي من يافع، على خلفية الإساءة والتشويه التي طالت قيادات يافع وفي مقدمتهم العميد نبيل المشوشي، والقائد نصر عاطف المشوشي، والشهيد المغدور عبدالعليم الرضامي، الذي ارتقى غدرًا برصاص جماعة خارجة عن القانون من أبناء قبيلة العقارب. "مشهد مهيب يحكي عن الأصالة" منذ الصباح الباكر، بدأت وفود القبائل بالتوافد إلى بئر أحمد، حيث امتلأ المكان بقيادات عسكرية وأمنية وشخصيات سياسية ومشايخ ووجهاء من مختلف محافظات الجنوب موكب قبيلة العقارب دخل إلى مطارح آل المشوشي محملًا بالمسند القبلي، المتمثل في عشر سيارات وعشر قطع سلاح، في إشارة واضحة إلى الاعتراف بالخطأ ورد الاعتبار، وفق الأعراف القبلية المتوارثة التي تحفظ للقبائل الجنوبية كرامتها ومكانتها. "اعتراف بالخطأ واحتكام للأعراف" قبيلة العقارب أسندت المسند بكل ثقلها إلى آل المشوشي، معلنةً أمام الجميع تمسكها بالعُرف الجنوبي كحَكَم وحيد في قضية التشويه والإساءة. وقد جاء هذا الموقف ليؤكد أن الخلافات مهما اشتدت، فإن أبواب الصلح تبقى مفتوحة حين يتقدم الرجال باعتذارهم بشجاعة. "موقف آل المشوشي .. عفو عند المقدرة" قيادات آل المشوشي، ووراءهم يافع بأكملها، رحبوا بالتحكيم والمسند، معلنين العفو عن الإساءة والتشويه إكرامًا للحاضرين من كبار الشخصيات القبلية والعسكرية. لكنهم شددوا في الوقت نفسه على أن قضية القتل ستظل في مسارها القانوني عبر القضاء، التزاماً بمبدأ العدالة وحفظًا لحق الشهيد عبدالعليم الرضامي. كما عبر أبناء يافع قائلين ان "يافع لا تتهاون في كرامتها، لكنها أيضًا تعرف أن العفو عند المقدرة من شيم الكبار، واليوم نطوي صفحة الإساءة ونفتح صفحة الأخوة، مع بقاء قضية الدم في يد القضاء". "رسائل وحدة الصف الجنوبي" التحكيم لم يكن مجرد حل نزاع قبلي، بل تحول إلى منصة لإطلاق رسائل الوحدة الجنوبية، حيث أكد شيوخ العقارب ويافع أن الروابط التاريخية والاجتماعية بين القبيلتين أعمق من أي خلاف، وأن المصير واحد في مواجهة التحديات. وقال أحد وجهاء العقارب: "قد نختلف في المواقف، لكننا لا نختلف على الجنوب، ومهما حدث ستظل دماؤنا واحدة وأرضنا واحدة". "دلالات سياسية وأمنية" الحضور الكبير للقيادات العسكرية والأمنية عكس حرص الجميع على إظهار صورة موحدة للصف الجنوبي، في وقت تتزايد فيه محاولات زرع الفتنة وإضعاف الجبهة الداخلية. "الجنوب أقوى بتلاحم أبنائه" تحكيم بئر أحمد أثبت أن القبائل الجنوبية ما زالت تمتلك قوتها الذاتية لحل نزاعاتها، وأن العرف القبلي ليس مجرد إرث ثقافي، بل أداة فاعلة لحماية النسيج الاجتماعي وتعزيز الأمن والاستقرار. حيث اثبت هذا الصلح القبلي درس بليغ: أن وحدة الصف لا تصنعها البيانات، بل تصنعها المواقف والصلح عند الملمات.