اقتصاد وتكنولوجيا
العمر مهم في مجالس الإدارة.. لكن أين الشباب؟
غالباً ما يكون هناك انحياز للمرشحين المخضرمين لكن يجب ألا تخشى الشركات من إعطاء الفرصة للشباب. في خضم المساعي الحثيثة لتعزيز التنوع في مجالس الإدارة، غالباً ما يُغفل عامل جوهري، ألا وهو العمر. فقد كشف تقرير جديد صادر عن شركة بيرنشتاين أن 5 % فقط من أعضاء مجالس إدارة شركات ستاندرد آند بورز 500 هم دون سن الخمسين، بينما ينتمي ما يقرب من 70 % منهم إلى جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية (أو جيل طفرة المواليد). وبطبيعة الحال، غالباً ما يكون أولئك الذين يملكون الوقت ولديهم الرغبة في العمل ضمن مجالس الإدارة يكونون في مراحل متقدمة من حياتهم المهنية، أو ربما يكونون قد تركوا مناصبهم التنفيذية. إلا أن هذا الاعتقاد يغفل نقطةً جوهرية، وهي أن مجالس الإدارة متعددة الأجيال تُفيد الأعمال؛ إذ يوفر تنوع الفئات العمرية رؤى جديدة، ويعزز الأداء التشغيلي، ويقدم المزيد من المرونة، ويعزز خطط التعاقب الوظيفي. ويشير مؤلفا التقرير بوب هير ولوك براير، إلى بحث أجرته جامعة نيو هامبشاير أظهر أن مجالس الإدارة التي تضم مديرين من جيل إكس (مواليد 1965 ـ 1980) تشهد نتائج مالية أفضل، قياساً إلى العائد على الأصول ونسبة السعر إلى القيمة الدفترية. كما يربط بحث آخر تنوع الأعمار في مجالس الإدارة بتحسن جودة تقارير الأرباح، والحد من المشاكل المتعلقة بشطب القروض والقروض المتعثرة. كما أن التنوع في الفئات العمرية داخل مجالس الإدارة يساعد في تمهيد الطريق لقادة جدد مع استبقاء الخبرات والمعارف القيمة، ما يسمح بتغيير القادة بسلاسة أكبر دون فوضى. ويقول هير وبراير إن «المديرين بحاجة إلى مزيج مناسب من المهارات والخبرات لتقديم التوجيه والإشراف بكفاءة، والذي يتطور عادة مع مرور الوقت. لكن يمكن أن تصبح مجالس الإدارة أحادية التوجه أكثر من اللازم»، مشيرين إلى «عدم وجود لوائح أو قواعد حوكمة تعالج هذه المسألة». ولطالما فضلت مجالس الإدارة المرشحين الأكبر سناً من ذوي الخبرة التنفيذية الواسعة والمؤهلات الراسخة. وقد يؤدي الانحياز للخيارات المألوفة إلى تقييد عمليات التوظيف والحد من فرص وصول الشباب إلى مجالس الإدارة خاصة من أولئك الذين لا ينتمون إلى الدوائر المتعارف عليها. ومع ذلك، يمكن لمجلس الإدارة التي تضم أجيالاً مختلفة أن يعكس بشكل أفضل تنوع القوى العاملة وقاعدة المستهلكين الحالية، مما يساعد الشركات على مجاراة التغير السريع في الأسواق والتحديات التجارية المعقدة. ومع هيمنة قضايا الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي على مناقشات مجالس الإدارة، يتزايد إشراك المرشحين الشباب، إما كخبراء داخليين أو كمديرين غير تنفيذيين خارجيين. وتقول بافيتا كوبر، مستشارة الثقافة المؤسسية والشمول لمجالس الإدارة والفرق التنفيذية، إنه «عندما تفكر المجالس فيما إذا كانت تضم المهارات اللازمة، فغالباً ما يتم إشراك الأعضاء الأصغر سناً من أجيال مختلفة في هذه المناقشات». وفي ظل غياب المديرين الشباب، تعمل العديد من مجالس الإدارة على إيجاد طرق أخرى لدمج وجهات النظر الشبابية، من خلال تشكيل مجالس الظل التي تتألف من أعضاء أصغر سناً، ومراقبين في مجلس الإدارة، ومتدربين. وتتيح هذه الطرق للمجالس الوصول إلى أفكار جديدة دون تعيين مديرين شباب رسمياً، بينما تقدم للمشاركين رؤى حول عمليات صنع القرار على مستوى مجلس الإدارة، حيث يمكنهم تطبيق هذه المهارات في أدوارهم المستقبلية بالمناصب التنفيذية. وإذا كانت الشركة تهدف إلى الاحتفاظ بمدير تنفيذي شاب يتمتع بأداء رفيع، فإن أحد الأساليب لتحقيق ذلك هو منحه منصباً داخلياً في مجلس الإدارة، أو السماح له بعضوية مجلس خارجي؛ إذ تكسبهم هذه الفوائد غير المالية مهارات وخبرات جديدة، وتعدهم لأدوار قيادية في المستقبل. وقال هنري أودوغو، المدير التنفيذي بمجلس إدارة شركة بلاك روك للتأمين على الحياة في المملكة المتحدة وعضو مجلس إدارة جمعية بارناردو الخيرية، «عززت مهارات التفكير الاستراتيجي لدي، وأصبح لدي فهم أفضل لكيفية التأثير بطريقة غير مباشرة. وفي البداية، كنت غير متأكد من مقدار المساهمة التي سأقدمها، لكن ذلك كان مفيداً لي ولهم». لكن أودوغو، البالغ من العمر 46 عاماً، يعترف بأن عضوية مجالس الإدارة تستلزم التزاماً كبيراً بالوقت، إلى جانب وظيفته اليومية ورعاية طفله. فالعديد من الأشخاص في الأربعينيات يوازنون بين أدوار تنفيذية متطلبة ومسؤوليات الرعاية في الوقت نفسه، وبذلك تحظى المشاركة في مجلس الإدارة بأولوية أقل. وأضاف «لا يقتصر الأمر على حضور 4 اجتماعات سنوية لمجالس الإدارة؛ فثمّة اجتماعات للجان، ويمكن أن تكون حزم مجلس الإدارة مكثفة، وإذا كنت جديداً في المنصب سيتعين عليك قراءة المواد بعناية. فأنت بحاجة إلى شركة تدعم هذا الالتزام بالمواعيد - سواء كان مدفوع الأجر أم لا - وعائلة تدعمك كذلك، وهذا الأمر لا يناسب الجميع». أنجلي رافال غالباً ما يكون هناك انحياز للمرشحين المخضرمين لكن يجب ألا تخشى الشركات من إعطاء الفرصة للشباب. في خضم المساعي الحثيثة لتعزيز التنوع في مجالس الإدارة، غالباً ما يُغفل عامل جوهري، ألا وهو العمر. فقد كشف تقرير جديد صادر عن شركة بيرنشتاين أن 5 % فقط من أعضاء مجالس إدارة شركات ستاندرد آند بورز 500 هم دون سن الخمسين، بينما ينتمي ما يقرب من 70 % منهم إلى جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية (أو جيل طفرة المواليد). وبطبيعة الحال، غالباً ما يكون أولئك الذين يملكون الوقت ولديهم الرغبة في العمل ضمن مجالس الإدارة يكونون في مراحل متقدمة من حياتهم المهنية، أو ربما يكونون قد تركوا مناصبهم التنفيذية. إلا أن هذا الاعتقاد يغفل نقطةً جوهرية، وهي أن مجالس الإدارة متعددة الأجيال تُفيد الأعمال؛ إذ يوفر تنوع الفئات العمرية رؤى جديدة، ويعزز الأداء التشغيلي، ويقدم المزيد من المرونة، ويعزز خطط التعاقب الوظيفي. ويشير مؤلفا التقرير بوب هير ولوك براير، إلى بحث أجرته جامعة نيو هامبشاير أظهر أن مجالس الإدارة التي تضم مديرين من جيل إكس (مواليد 1965 ـ 1980) تشهد نتائج مالية أفضل، قياساً إلى العائد على الأصول ونسبة السعر إلى القيمة الدفترية. كما يربط بحث آخر تنوع الأعمار في مجالس الإدارة بتحسن جودة تقارير الأرباح، والحد من المشاكل المتعلقة بشطب القروض والقروض المتعثرة. كما أن التنوع في الفئات العمرية داخل مجالس الإدارة يساعد في تمهيد الطريق لقادة جدد مع استبقاء الخبرات والمعارف القيمة، ما يسمح بتغيير القادة بسلاسة أكبر دون فوضى. ويقول هير وبراير إن «المديرين بحاجة إلى مزيج مناسب من المهارات والخبرات لتقديم التوجيه والإشراف بكفاءة، والذي يتطور عادة مع مرور الوقت. لكن يمكن أن تصبح مجالس الإدارة أحادية التوجه أكثر من اللازم»، مشيرين إلى «عدم وجود لوائح أو قواعد حوكمة تعالج هذه المسألة». ولطالما فضلت مجالس الإدارة المرشحين الأكبر سناً من ذوي الخبرة التنفيذية الواسعة والمؤهلات الراسخة. وقد يؤدي الانحياز للخيارات المألوفة إلى تقييد عمليات التوظيف والحد من فرص وصول الشباب إلى مجالس الإدارة خاصة من أولئك الذين لا ينتمون إلى الدوائر المتعارف عليها. ومع ذلك، يمكن لمجلس الإدارة التي تضم أجيالاً مختلفة أن يعكس بشكل أفضل تنوع القوى العاملة وقاعدة المستهلكين الحالية، مما يساعد الشركات على مجاراة التغير السريع في الأسواق والتحديات التجارية المعقدة. ومع هيمنة قضايا الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي على مناقشات مجالس الإدارة، يتزايد إشراك المرشحين الشباب، إما كخبراء داخليين أو كمديرين غير تنفيذيين خارجيين. وتقول بافيتا كوبر، مستشارة الثقافة المؤسسية والشمول لمجالس الإدارة والفرق التنفيذية، إنه «عندما تفكر المجالس فيما إذا كانت تضم المهارات اللازمة، فغالباً ما يتم إشراك الأعضاء الأصغر سناً من أجيال مختلفة في هذه المناقشات». وفي ظل غياب المديرين الشباب، تعمل العديد من مجالس الإدارة على إيجاد طرق أخرى لدمج وجهات النظر الشبابية، من خلال تشكيل مجالس الظل التي تتألف من أعضاء أصغر سناً، ومراقبين في مجلس الإدارة، ومتدربين. وتتيح هذه الطرق للمجالس الوصول إلى أفكار جديدة دون تعيين مديرين شباب رسمياً، بينما تقدم للمشاركين رؤى حول عمليات صنع القرار على مستوى مجلس الإدارة، حيث يمكنهم تطبيق هذه المهارات في أدوارهم المستقبلية بالمناصب التنفيذية. وإذا كانت الشركة تهدف إلى الاحتفاظ بمدير تنفيذي شاب يتمتع بأداء رفيع، فإن أحد الأساليب لتحقيق ذلك هو منحه منصباً داخلياً في مجلس الإدارة، أو السماح له بعضوية مجلس خارجي؛ إذ تكسبهم هذه الفوائد غير المالية مهارات وخبرات جديدة، وتعدهم لأدوار قيادية في المستقبل. وقال هنري أودوغو، المدير التنفيذي بمجلس إدارة شركة بلاك روك للتأمين على الحياة في المملكة المتحدة وعضو مجلس إدارة جمعية بارناردو الخيرية، «عززت مهارات التفكير الاستراتيجي لدي، وأصبح لدي فهم أفضل لكيفية التأثير بطريقة غير مباشرة. وفي البداية، كنت غير متأكد من مقدار المساهمة التي سأقدمها، لكن ذلك كان مفيداً لي ولهم». لكن أودوغو، البالغ من العمر 46 عاماً، يعترف بأن عضوية مجالس الإدارة تستلزم التزاماً كبيراً بالوقت، إلى جانب وظيفته اليومية ورعاية طفله. فالعديد من الأشخاص في الأربعينيات يوازنون بين أدوار تنفيذية متطلبة ومسؤوليات الرعاية في الوقت نفسه، وبذلك تحظى المشاركة في مجلس الإدارة بأولوية أقل. وأضاف «لا يقتصر الأمر على حضور 4 اجتماعات سنوية لمجالس الإدارة؛ فثمّة اجتماعات للجان، ويمكن أن تكون حزم مجلس الإدارة مكثفة، وإذا كنت جديداً في المنصب سيتعين عليك قراءة المواد بعناية. فأنت بحاجة إلى شركة تدعم هذا الالتزام بالمواعيد - سواء كان مدفوع الأجر أم لا - وعائلة تدعمك كذلك، وهذا الأمر لا يناسب الجميع».