اخبار وتقارير
خبراء غربيون يحذرون من تسلل أردوغان إلى اليمن
حذر خبراء غربيون من أن النظام التركي يسعى لاستغلال الوضع الراهن في اليمن، لجعله «جبهة جديدة للحروب التي يخوضها بالوكالة»، ضد خصومه الإقليميين في الشرق الأوسط، وذلك باستخدام حلفائه من الجماعات المتشددة والمتطرفة، وباستخدام جمعيات تقدم في الظاهر «خدمات إنسانية».
وقال الخبراء، إن نظام رجب طيب أردوغان، يحاول أن ينفذ مخططاته في هذا الصدد، على نحو «أكثر تكتماً» وباستغلال ما يُوصف بأساليب «القوة الناعمة»، وهو ما يختلف عن تحركاته العدوانية على نحو أكبر في دول مثل ليبيا والعراق وسوريا، وفي بقية منطقة شرق المتوسط.
وأشاروا إلى أن التدخلات العسكرية التركية في تلك المناطق، تتسم بأنها «متهورة ومفضوحة وعدوانية» بشكل صارخ، بما يجعلها «تعود بنتائج سلبية للغاية على أنقرة» إلى حد جعلها معزولة إقليمياً بشكل شبه كامل، ووضعها في مسار تصادمي مع حلفاء مفترضين، مثل فرنسا، الدولة العضو مع تركيا في حلف شمال الأطلسي «الناتو».
ولكن مخططات نظام أردوغان في اليمن، تستهدف في المرحلة الحالية، وفقاً للخبراء الغربيين، الحصول على موطئ قدم لتركيا في نقاط ساحلية استراتيجية في ذلك البلد، مثل المناطق المطلة على مضيق باب المندب وخليج عدن، ويسعى لتحقيق هذا الهدف، من خلال الانهماك في «القيام بمناورات معقدة بين القوى المتصارعة على الساحة اليمنية».
وقال الخبراء في تصريحات نشرتها صحيفة «ألجامينار» الأميركية، إن النظام التركي يعمل من خلال «نهجه العدواني» في اليمن، على التسلل إلى مناطق مثل المخا وشبوة وسقطرى، ويستعين في ذلك بمنظمات تابعة له، تنشط تحت ستار العمل الخيري والإغاثي، وتوجد لها فروع في دول شرق أوسطية أخرى.
ومن بين المنظمات التركية التي يستغلها نظام أردوغان لهذا الغرض، «هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات»، وهي مؤسسة تزعم أنها غير حكومية، تأسست في إسطنبول عام 1992، وتدعي أنها تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان، وخدمة ما تصفه بـ«الدبلوماسية الإنسانية» في أكثر من 100 دولة حول العالم.
وبحسب تقرير الصحيفة، تنشط هذه المنظمة في شبوة بشكل خاص منذ 2019، وذلك بالتزامن مع محاولات تركية أخرى، لتأمين جانب من صادرات الغاز إلى أنقرة من ميناء بلحاف، وهو أحد الموانئ الرئيسية لتصدير النفط في اليمن، ويقع على الساحل بين مدينتي عدن والمكلا.
وقالت «ألجامينار» إن النظام التركي يسعى من وراء ذلك إلى تأمين نسبة من إمداداته من الطاقة من اليمن، لتقليل اعتماده على الدول الأخرى التي يستورد منها الغاز، أملاً في تقليص فاتورة وارداته في هذا المضمار، التي تشكل عبئاً على اقتصاده الذي يعاني من أزمة متفاقمة منذ سنوات.
ويتوازى ذلك مع محاولات أنقرة، اختراق النظام التعليمي والمؤسسات الاجتماعية والدينية، في العديد من المدن والبلدات اليمنية، بالتعاون مع عناصر الجماعات المتشددة الناشطة هناك، من أجل التأثير أيديولوجياً بشكل متطرف على سكانها.